من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله:
(الدرر السنية 8/51-52):
(بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب: إلى الأخوين: أحمد بن محمد، وثنيان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، ذكر لي عنكم أن بعض الإخوان تكلم في عبد المحسن الشريف، يقول: إن أهل الأحساء يحبون على يدك، وأنك لابس عمامة خضراء، والإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة؛ فأول درجات الإنكار: معرفتك أن هذا مخالف لأمر الله.
وأما تقبيل اليد، فلا يجوز إنكار مثله، وهي مسألة فيها اختلاف بين أهل العلم، وقد "قبل زيد بن ثابت يد ابن عباس، رضي الله عنهم، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم". وعلى كل حال، فلا يجوز لهم إنكار كل مسألة لا يعرفون حكم الله فيها.
وأما لبس الأخضر، فإنها أحدثت قديماً تمييزاً لأهل البيت، لئلا يظلمهم أحد، أو يقصر في حقهم من لا يعرفهم؛ وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم، ويظن أنه من التوحيد، بل هو من الغلو، ونحن ما أنكرنا إكرامهم إلا لأجل الألوهية، أو إكرام المدعي لذلك.
وقيل: إنه ذكر عنه أنه معتذر عن بعض الطواغيت، وهذه مسألة جليلة ينبغي التفطن لها، وهي قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [سورة الحجرات آية: 6]، فالواجب عليهم إذا ذكر لهم عن أحد منكر: عدم العجلة؛ فإذا تحققوه، أتوا صاحبه ونصحوه، فإن تاب ورجع، وإلا أنكر عليه وتكلم فيه.
فعلى كل حال، نبهوهم على مسألتين:
الأولى: عدم العجلة، ولا يتكلمون إلا مع التحقيق، فإن التزوير كثير.
الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف منافقين بأعيانهم، ويقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله، فإذا ظهر منهم وتحقق ما يوجب جهادهم جاهدهم، والسلام.)
وفي هذه الرسالة النفيسة فوائد كثيرة، منها:
1- لا إنكار في المسائل الخلافية التي سبيلها الاجتهاد.
2- لا إنكار إلا بعد العلم.
3- تقبيل اليد مسألة خلافية بين أهل العلم فلا إنكار فيها.
4- لا إنكار في تميز أهل البيت بلون خاص لئلا يظلموا ويقصر في حقوقهم (هذه الفائدة تفهم من كلام الشيخ رحمه الله وإن لم يصرح بها).
5- ليس من التوحيد إنكار حقوق أهل البيت.
6- ينبغي إنكار إكرام أهل البيت إن كان يؤدي إلى قدح في توحيد الألوهية.
7- وجوب التثبت قبل الحكم على الأشخاص بما ينقل عنهم.
وأكثر هذه الفوائد معلوم من كلام العلماء - عليهم رحمة الله - لكن قل من يعرف ذلك من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
وهنا فريقان محتاجان إلى الاطلاع على هذه الرسالة:
- بعض أتباع الدعوة السلفية الذين ينكرون في هاتين المسألتين، أو يقصرون في حقوق أهل البيت.
- أعداء الدعوة النجدية الذين يصمونها بالنصب أو الغلو.
والله أعلم.
(الدرر السنية 8/51-52):
(بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب: إلى الأخوين: أحمد بن محمد، وثنيان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، ذكر لي عنكم أن بعض الإخوان تكلم في عبد المحسن الشريف، يقول: إن أهل الأحساء يحبون على يدك، وأنك لابس عمامة خضراء، والإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة؛ فأول درجات الإنكار: معرفتك أن هذا مخالف لأمر الله.
وأما تقبيل اليد، فلا يجوز إنكار مثله، وهي مسألة فيها اختلاف بين أهل العلم، وقد "قبل زيد بن ثابت يد ابن عباس، رضي الله عنهم، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم". وعلى كل حال، فلا يجوز لهم إنكار كل مسألة لا يعرفون حكم الله فيها.
وأما لبس الأخضر، فإنها أحدثت قديماً تمييزاً لأهل البيت، لئلا يظلمهم أحد، أو يقصر في حقهم من لا يعرفهم؛ وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً، فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم، ويظن أنه من التوحيد، بل هو من الغلو، ونحن ما أنكرنا إكرامهم إلا لأجل الألوهية، أو إكرام المدعي لذلك.
وقيل: إنه ذكر عنه أنه معتذر عن بعض الطواغيت، وهذه مسألة جليلة ينبغي التفطن لها، وهي قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [سورة الحجرات آية: 6]، فالواجب عليهم إذا ذكر لهم عن أحد منكر: عدم العجلة؛ فإذا تحققوه، أتوا صاحبه ونصحوه، فإن تاب ورجع، وإلا أنكر عليه وتكلم فيه.
فعلى كل حال، نبهوهم على مسألتين:
الأولى: عدم العجلة، ولا يتكلمون إلا مع التحقيق، فإن التزوير كثير.
الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف منافقين بأعيانهم، ويقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله، فإذا ظهر منهم وتحقق ما يوجب جهادهم جاهدهم، والسلام.)
وفي هذه الرسالة النفيسة فوائد كثيرة، منها:
1- لا إنكار في المسائل الخلافية التي سبيلها الاجتهاد.
2- لا إنكار إلا بعد العلم.
3- تقبيل اليد مسألة خلافية بين أهل العلم فلا إنكار فيها.
4- لا إنكار في تميز أهل البيت بلون خاص لئلا يظلموا ويقصر في حقوقهم (هذه الفائدة تفهم من كلام الشيخ رحمه الله وإن لم يصرح بها).
5- ليس من التوحيد إنكار حقوق أهل البيت.
6- ينبغي إنكار إكرام أهل البيت إن كان يؤدي إلى قدح في توحيد الألوهية.
7- وجوب التثبت قبل الحكم على الأشخاص بما ينقل عنهم.
وأكثر هذه الفوائد معلوم من كلام العلماء - عليهم رحمة الله - لكن قل من يعرف ذلك من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
وهنا فريقان محتاجان إلى الاطلاع على هذه الرسالة:
- بعض أتباع الدعوة السلفية الذين ينكرون في هاتين المسألتين، أو يقصرون في حقوق أهل البيت.
- أعداء الدعوة النجدية الذين يصمونها بالنصب أو الغلو.
والله أعلم.
الثلاثاء يوليو 17, 2012 8:58 am من طرف شحاتة عطية
» لهيب الآحقاد .. موروثات الآحفاد
الأربعاء ديسمبر 24, 2008 1:06 am من طرف Admin
» كلمة الباحث العلمى / سيد جمعة
الأربعاء ديسمبر 24, 2008 12:56 am من طرف Admin
» الفارق بين الآيات الرحمانية والآيات الشيطانية ـ أطلاع قراءة
الأربعاء ديسمبر 24, 2008 12:39 am من طرف Admin
» كلمة الباحث العلمى / سيد جمعة
الأربعاء ديسمبر 24, 2008 12:31 am من طرف Admin
» تطبيقات نظرية ( التكامل الطبائعى ) ـ الإعجاز العلمى بين بلاء الإهانة وأبتلاء المهانة ـ أطلاع قراءة
الأحد نوفمبر 16, 2008 6:35 am من طرف Admin
» كلمة الحق هادرة وكلمة الباطل غابرة
الأحد نوفمبر 16, 2008 6:31 am من طرف Admin
» كلمة الموقع
الأحد نوفمبر 16, 2008 6:29 am من طرف Admin
» تطبيقات نظرية ( التكامل الطبائعى ) ـ بيان الآديان فى ميزان التبيان
الأحد نوفمبر 16, 2008 6:26 am من طرف Admin