الأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: تأثير كبير للدعوة المقترنة بحقائق علمية
حذر الدكتور عبد الله المصلح، الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي من الأدعياء الذين يتحدثون في قضايا الإعجاز من دون علم ديني أو دنيوي، ويشوهون الحقائق الدينية، ويفتعلون تصورات ومواقف يرفضها الإسلام، الذي هو دين العلم والبحث والتحري، والحرص على الحقائق. أكد الدكتور المصلح أن إبراز حقائق الإعجاز العلمي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أمر في غاية الأهمية، لتعميق القيم الإيمانية والعلمية في نفوس المسلمين، ودعوة غير المسلمين إلى الإسلام بأسلوب عصري، يتجنب الخطب الإنشائية والمسلمات العقدية التي لا يقتنع بها غير المسلمين.وقال في حواره مع “الخليج” إن حقائق الإعجاز العلمي في القرآن الكريم دفعت بعض النخبة من مفكري الغرب إلى قراءة القرآن بوعي وموضوعية، وإعلان اعتناقهم الإسلام عن قناعة ويقين، ولذا فإن واجب دعاة الإسلام المؤهلين الحرص على هذا المنهج في دعوتهم إلى الإسلام وخاصة بين غير المسلمين.وفي ما يلي نص الحوار الذي أجري معه:
حوار: جمال اسماعيل
ترون أن كثيراً من الآيات القرآنية تحمل علما إلهيا علم البشر بعضه الآن وسيعلمون الكثير منه في المستقبل، فما دلالة ذلك من وجهة نظركم؟ وهل يمكن أن يتغير وجه الإعجاز في الآية الواحدة مستقبلا بناء على اجتهادات الأجيال القادمة وآليات العلم الأكثر تقدما؟
سيظل البشر يتوصلون إلى مواطن جديدة للإعجاز في الآيات القرآنية كلما ارتقوا في العلوم والمعارف، وليس الإعجاز الذي أقصده قاصرا على الإعجاز العلمي فقط، وإنما هناك جوانب كثيرة أخرى منها على سبيل المثال الإعجاز اللغوي، حيث نرى القرآن معجزا في ألفاظه وأسلوبه وبيانه ونظمه وتشريعاته وأحكامه التي تهدف إلى تكوين مجتمع إنساني مثالي، وهناك إعجاز الهداية حيث يتفق مع الفطرة السوية التي خلق الله الناس عليها، وكذلك الإعجاز الغيبي مثل إخبار القرآن عن حوادث مستقبلية مثل انتصار الروم على الفرس بعد هزيمتهم في البداية فضلا عن كل ما سيحدث لنا في حياتنا الآخرة.
معنى الإعجاز العلمي ما ضوابط العمل في قضية الإعجاز حتى لا يختلط الحابل بالنابل؟
لابد من إثبات وجود دلالة واضحة في النص تشير إلى الحقيقة الكونية المكتشفة من المتخصصين في العلوم البحتة، وثبوت تلك الحقيقة الكونية علميا بعد توفر الأدلة التي تحقق سلامة البرهنة عليها، واستحالة معرفة البشر بتلك الحقيقة الكونية وقت نزول القرآن، وتحقق المطابقة بين دلالة النص الإلهي أو النبوي وبين تلك الحقيقة الكونية، ونشترط أن يكون الإعجاز في السنة في النصوص الصحيحة أو الحسنة فقط.
ألا تخشى أن يتم الوقوع في مستنقع “الإسرائيليات” أو الآثار الواهية؟
نحن لدينا فريق متكامل في العلوم الشرعية والتطبيقية الكونية وكل منهم يعمل في مجال تخصصه ولهذا لا نأخذ من الأحاديث إلا ما كان صحيحا أو حسنا ونستبعد “الإسرائيليات” والأحاديث الضعيفة أو الموضوعة.
لكن هناك من علماء الإسلام الأجلاء الذين لا نشك في إخلاصهم وغيرتهم على الدين من يعارضون قضية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة كلية ويرون أن هذا نوع من تحميل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما لا تحتمل من أمور علمية قابلة للتغيير مستقبلا، فماذا تقول لهم؟
نشكر لهؤلاء غيرتهم ولكننا لسنا اقل حرصا وغيرة على الإسلام منهم، حيث إن معنى الإعجاز العلمي هو إخبار القرآن أو السنة بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم مما يظهر صدقه في ما اخبر به عن الله وبالتالي هو باب من أبواب الإعجاز الغيبي.
وسبب اللبس في هذه القضية هو عدم معرفة الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي، حيث إن التفسير العلمي هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية.
أما الإعجاز العلمي فهو إخبار القرآن أو السنة بحقيقة أثبتها العلم التجريبي ويشاهد الناس مصداقيتها في الكون، ونحن هنا نرفض التكلف أو التعسف في الاستدلال حتى لا نحمل الآية أو الحديث ما لا يحتمل.
دخلاء وأدعياء ولكنك ترى أن هناك جرأة من بعض غير المتخصصين للخوض في هذا الميدان وتحميل الآيات والأحاديث ما لا تحتمل، أليس كذلك؟ بلى.. ولكننا أبرياء من هؤلاء الدخلاء والأدعياء الذين يسيئون للقرآن والسنة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فيضرون الدين، حتى وإن كانت أهدافهم خدمته، ولهذا نرفض العمل العشوائي في هذا الميدان وإنما لابد أن يكون من خلال هيئة علمية معترف بها تضم خيرة عقول الأمة ليقرروا وجود إعجاز علمي في آية أو حديث من عدمه.ما الأهداف التي تسعون للوصول إليها من خلال قضية الإعجاز العلمي؟
أهدافنا كثيرة ولكن أهمها: تثبيت عقيدة المؤمنين ليزدادوا إيمانا، وتفنيد شبهات أعداء الإسلام بالرد عليهم بالأسلوب العلمي الذي لا يستطيعون إنكاره، وكذلك دعوة أمة الإسلام لتنهض علميا من جديد، والأهم أن هذه شهادة جديدة بلغة العصر على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في ما بلغ عن ربه.
نحن في عصر أصبحت فيه الدعوة المقترنة بالعلم هي الأكثر تأثيرا لدى الغربيين الذين يحترمون العقل وما توصل إليه من علوم، أما دعاة الحناجر فلا تأثير لهم في عصرنا ولا قيمة لكلامهم الذي قد يكون له صدى بيننا، ولهذا لابد أن نتسلح بالدعوة المستندة إلى حقائق علمية راسخة غير قابلة للتغيير.
كثير من الدعاة الذين هم أكثر احتكاكا بالجماهير لا يعلمون شيئا عن بحوثكم فلماذا لا تحاولون الوصول إلى هؤلاء؟ أدركنا أهمية هذا، وقمنا بالفعل من خلال مكاتبنا في مختلف الدول بعمل دورات علمية في الإعجاز للدعاة بل وطلاب الجامعات ووجدنا إقبالا شديدا عليها من الدعاة والباحثين. ويكفي أن نذكر هنا أنه في مصر مثلا حصل أكثر من خمسة آلاف داعية تابعين لوزارة الأوقاف والجمعيات الدينية على دورات حاضر فيها كبار المتخصصين في مجال الإعجاز، بالإضافة إلى دورات أخرى عقدت في رحاب الجامعات والمراكز العلمية، ولهذا نحن لا نتأخر عن الوصول للراغبين في معرفة الإعجاز سواء من خلال إصدارات الهيئة من مجلات وكتب أو موقعها على الشبكة الدولية حتى يكون العلم متاحا للجميع وكان لهذا تأثير إيجابي جدا.
تجربة فريدة تستشهدون دائما بتجربة الجراح الفرنسي الشهير الدكتور موريس بوكاي في الوصول إلى الحق عن طريق العلم، فماذا فعل حتى تكون تجربته نموذجا يحتذى في الرد على منكري قضية الإعجاز العلمي؟
قضى بوكاي عشر سنوات يتعلم فيها القرآن الكريم واللغة العربية ويقارن بين القرآن والكشوف العلمية الحديثة، ثم ألف كتابا عن دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة سماه “التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث”، وأثبت فيه سلامة القرآن من التحريف ودخول التحريف إلى التوراة والإنجيل وذلك من خلال إثباته تعارض النصوص فيهما مع العلوم الحديثة على عكس القرآن.
ومن أبرز ما قاله بوكاي بعد دراسته العميقة: “لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة فلم أكن في البداية أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقة تماما للمعارف الحديثة وذلك في نص كتب منذ أكثر من 13 قرنا، لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظواهر، ولا يمكن أن تدرك إلا في النص الأصلي لقد أذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن هذه الظواهر نفسها والتي والتي لم يكن ممكنا لأي إنسان في عصر محمد أن تكون لديه أدنى فكرة عنها وقد دفعني هذا لأن أتساءل: لو أن القرآن كتبه إنسان كيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف الحديثة؟”. ولم يملك موريس بوكاي إلا أن يعلن على العالم أن القرآن هو النص الإلهي الوحيد الذي لم يلحقه تحريف، وآمن بوكاي ودخل في الإسلام، وللعلم فإن هذا الأنموذج تكرر معنا كثيرا وخاصة في مؤتمراتنا التي عقدناها في مختلف دول العالم حيث يشهر كثير من العلماء والباحثين الغربيين إسلامهم أثناء انعقاد المؤتمر وبعده بعد أن تبين لهم أن الإسلام هو الحق.حكمة الحلال والحرام توصلتم من خلال قضية الإعجاز إلى فهم بعض الحكم الإلهية في تحريم بعض المأكولات والمشروبات التي تضر بجسم الإنسان، فكيف تم ذلك؟ سيظل العلم الذي أعطاه الله للبشرية وسيعطيه لها مستقبلا يكشف الكثير من الحكم الإلهية في الحلال والحرام مما لا نعرف نحن حكمته، وإنما امتثلنا لله وقلنا “سمعنا واطعنا” ثم جاء العلم ليؤكد لنا جوانب جديدة للإعجاز فمثلا قوله تعالى: “حُرمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِل لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَديَةُ وَالنطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السبُعُ إِلا مَا ذَكيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النصُبِ”، وعندما عرفنا الحكمة العلمية بأجهزة حديثة صنعها غير مسلمين ازداد يقيننا بالقول الجامع للحق سبحانه وتعالى: “وَيُحِل لَهُمُ الطيبَاتِ وَيُحَرمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ”، فأدركنا أضرار أكل لحوم الحيوانات الميتة والدم وأكل لحم الخنزير والسباع والطيور الجارحة بل وكل الحيوانات التي تتغذى على القاذورات واقتناء الكلاب والتعامل معها إلا لضرورة، فقد أثبت العلم أن هذه الحيوانات ولحومها تشكل بؤرا خطيرة لتجمعات هائلة وخطيرة من الكائنات الدقيقة المضرة بالإنسان ولهذا فهمنا أن لحوم الميتة والدماء المسفوحة هي أول الخبائث التي حرمها الله حيث إن احتباس دم الميتة في عروقها المتشعبة إلى أنسجتها ييسر للجراثيم التي تعيش متطفلة على الحيوان في الفتحات الطبيعية والأمعاء والجلد أن تنتشر بسرعة وسط اللحم من خلال السائل الزلالي في الأوعية والعروق وتتكاثر وتنتج عنها مركبات كريهة الرائحة سامة التأثير.
وأوضحت البحوث العلمية أن الحيوان إذا نفق بسبب مرض معين فإن جرثومة المرض تنتقل إلى الإنسان وتهلكه كما في مرض السل والجمرة الخبيثة وداء الكلب وغيرها.
ولكن غير المسلمين يأكلون لحم الخنزير وهو محرم ويؤكدون أنهم أفصل صحة منا فماذا نقول لهم؟
أقول لهم أنتم تؤمنون بالعلم وتسجدون لما تتوصل إليه أجهزتكم العلمية وتقولون لنتائجها “سمعنا واطعنا” وقد أكدت البحوث العلمية أن الخنزير يصاب بعدد كبير من الأمراض الوبائية لا تقل عن 450 مرضا.
بل إنه يقوم بدور الوسيط في نقل أكثر من 75 مرضا وبائيا غير الأمراض العادية التي يسببها وينقل الخنزير بمفرده حوالي 27 مرضا إلى الإنسان وتشاركه بعض الحيوانات في بقية الأمراض على أنه يقوم بدور المخزن والمصدر الأساسي لهذه الأمراض في نقلها للإنسان مباشرة أو بنقلها من الحيوانات القابلة للعدوى ثم منها إلى الإنسان، وتناول لحم الخنزير ومنتجاته يصيب الإنسان بأكثر من 16 مرضا، بل إن مخالطة الخنزير أثناء تربيته ينقل ما لا يقل عن 32 مرضا، ليس هذا فحسب بل إن تلوث الطعام والشراب بمخلفات الخنزير ينقل 28 مرضا، هذا ما أكده العلم وليس اجتهادا منا ولهذا قال القرآن عنه “.... أو لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنهُ رِجْسٌ”. كارثة الإباحية حرم الإسلام الإباحية الجنسية التي يغرق فيها العالم الآن، ولم يأت هذا التحريم اعتباطا وإنما لحكمة إلهية توصل إليها العلم الحديث فضلا عما أكده علماء الشرع عنها، فماذا قال العلم الحديث عنها مما يعتبر مظهرا جديدا للإعجاز في تشريعات إسلامنا الحنيف؟
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض الجنسية هي الأكثر انتشارا في العالم الآن وهي أكثر تفشيا في المجتمعات غير الإسلامية، أما المسلمون فهم الأقل إصابة بها من بين البشر جميعا، ولم يأت هذا من فراغ وإنما لأن الله حمانا منها بقوله: “وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنَى إنه كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً”، ونهانا عن العلاقات المثلية: “وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ من الْعَالَمِينَ”، وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بما يجري الآن في العالم حيث يصاب كل ثانية أربعة أشخاص بالأمراض الجنسية فقال: “لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا”.
وأوضح لنا أنها الطريق للموت فقال “... ولا فشا الزنى في قوم قط إلا كثر فيهم الموت”، وما الإيدز وما سبقه من أمراض إلا دليل على ذلك. ويرفض عقلاء الغرب هذه الإباحية حيث يقول الدكتور شوفيلد في كتابه “الأمراض الجنسية”: لقد انتشر تساهل المجتمع تجاه الممارسات الجنسية كافة ولا يوجد أي إحساس بالخجل من الزنى واللواط أو أية علاقة شاذة مما أدى لكثرة الأمراض الجنسية، ويؤيده في رأيه الدكتور كينج في كتابه “الأمراض الزهرية” حيث يقول: “إن أسباب انتشار هذه الأمراض تكمن في الظروف الاجتماعية وتغير السلوك الإنساني وانتشار الإباحية بل إنه منذ ظهور الزهري لأول مرة عام 1494 قضى على مئات الملايين من الأشخاص في القرون الخمسة الماضية”.
ويتصدر مرض السيلان قائمة الأمراض المعدية باعتباره أكثر الأمراض الجنسية انتشارا حيث يقطع النسل لمن يهاجمه ولهذا يسمى بالمعقم الأكبر، ومات بسبب الإيدز 30 مليونا خلال الفترة من 1981 حتى نهاية 2004 وهذا مسجل عالميا.
غض البصردعا الإسلام إلى العفة وغض البصر فهل لهذا فوائد من الناحية العلمية؟
يقول تعالى: “قُل للْمُؤْمِنِينَ يَغُضوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ أن اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل للْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِن وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُن وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا”، هذا حل وقائي حيث يلعب هرمون الذكورة التستوستيرون دورا مهما في السلوك الجنسي وتؤدي زيادته إلى السلوك العدواني مثل الاغتصاب إذا لم يتم تفريغ الشحنة الجنسية الناتجة عن المناظر المثيرة جنسيا ويرتفع مستوى هرمون التستوستيرون ارتفاعا ملحوظا أثناء مشاهدة المناظر الجنسية المثيرة ويتناسب معدل النشاط بالمناطق المخية الخاصة بالإثارة مع مستوى هرمون الذكورة.
وعن الآثار السلبية لعدم غض البصر تقول الدكتورة ماري آن مديرة برنامج الصحة النفسية والجنسية بجامعة بنسلفانيا: إن مشاهدة المناظر الجنسية المثيرة هي بمثابة سم يفتك بالمشاهد وهذا الضرر يزداد بازدياد مرات المشاهدة وشدة المشاهدة ذاتها وهذا الضرر يشمل المعتقدات والسلوكيات.
ما صحة ما يقال إنكم توصلتم إلى علاج للإيدز وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي والتي لم تصل البحوث العلمية إلى علاج نهائي وقاطع لها؟
نحن لنا بحوث رائعة في هذا الميدان حيث توصل الدكتور عبد الجواد الصاوي المشرف على البحوث الطبية بالهيئة وفريق من الباحثين معه إلى عقار مستخلص من الأعشاب ومستقى من الأحاديث النبوية وقد أعطت هذه التركيبة فعالية كبيرة في علاج الإيدز وتم تطبيق ذلك على 13 مصابا لمدة ستة أشهر وجاءت النتائج مبهرة للغاية. وقام فريق طبي آخر برئاسة الدكتور أحمد عبد الله أستاذ الجهاز الهضمي بطب المنصورة في مصر بإخضاع 30 من مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي للعقار فانخفض عدد الفيروسات بشكل كبير لدى جميع المرضى في حين تم شفاء سبع حالات بشكل كامل ولم يعد لديهم أي فيروسات.
فوائد العسل مازال العلم يتوصل كل يوم إلى فوائد لعسل النحل الذي وصفه الله بأن “فيه شفاء للناس” فماذا قال العلم عنه في مجال الشفاء والغذاء؟
يتكون العسل من ستة مكونات رئيسية هي السكريات والأحماض والمعادن والإنزيمات والفيتامينات والماء، وكل بنسبة غاية في الدقة والحكمة الإلهية، فمثلا السكريات في المتوسط 6.79% وتبلغ نسبة السكريات الأحادية البسيطة مثل الفركتوز والجلوكوز أعلى نسبة ما بين 85% 95% في حين تمثل السكريات الثنائية النسبة الباقية.وقد نشر الدكتور ديكسون مقالا في مجلة “لانست” للأمراض المعدية أكد فيه فعالية العسل في السيطرة على عدد من الجراثيم التي لا تستطيع الصمود أمامه، في حين قال البروفيسور رمولان: “إن كل أنواع العسل تعمل على قتل الجراثيم ورغم أن بعضها قد يكون أكثر فعالية من غيرها إلا أن العسل يمنع نمو الجراثيم ويقضي على الموجود منها في الجروح”.
ونشرت المجلة الطبية البريطانية الشهيرة BMJ فوائد العسل في شفاء الأمراض الباطنية وهذا يذكرنا بنصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابي مرض أخوه في بطنه بأن يسقيه عسلا.
نبوءة نبويةيتعجب الناس كثيرا وأنتم تتحدثون عن إعجاز سيحدث مستقبلا في جزيرة العرب ومفاده أنها ستعود مروجا وانهارا كما كانت.. فالمتأمل لحالها الآن لا يمكن أن يتصور أنها كانت مروجا وانهارا أو حتى أنها ستكون كذلك مستقبلا، فما الأدلة الشرعية والعلمية التي استندتم إليها؟
من الناحية الشرعية نستند إلى الحديث الصحيح الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: “لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجا وأنهارا”، وجوانب الإعجاز هنا أنه يخبرنا عن أمور في الماضي وأخرى مستقبلية سواء فيما يتعلق بحقيقة جيولوجية أو نبوءة مناخية.
وقد توصل علماء الجيولوجيا إلى أن شبه جزيرة العرب كانت في الماضي أرضا ذات مراعٍ وغابات تجري خلالها الأنهار بل وتنتشر فيها البرك والمستنقعات وتؤكد حقيقة الدورات الجيولوجية المتعاقبة أنها ستعود كذلك في المستقبل إن شاء الله حيث أثبتت دراسات الاستشعار عن بعد التي تستخدم فيها أجهزة تصوير تنفذ إلى أعماق الأرض وجود مجري نهر عملاق مدفون تحت الثرى ويجري من غرب الجزيرة ويصب في الكويت.
ليس هذا فحسب بل تم التوصل إلى وجود قلعة حصن الغراب وأزال العلماء التراب عنها فوجدوا على جدرانها نقوشا وكتابات تدل على أن هذه المنطقة كانت تجاور البحر وتقطعها الأنهار وتنتشر فيها العيون ويكثر فيها الزرع بل إن الناس كانوا يعيشون في ترف من العيش وهم يدينون بديانة نبي الله هود عليه السلام، كما تم العثور على هياكل حيوانات ضخمة كانت تعيش في الغابات وكذلك كميات كبيرة جدا من النباتات الخضراء التي لا تتوافر إلا في المروج الخضراء الكثيفة.
أليس وجود رواسب الفحم الحجري والمخزون الهائل من البترول دليلا قاطعا على أن هذه المنطقة كانت غنية بالحياة النباتية والحيوانية التي تعتبر المادة الرئيسية في تكوين البترول والفحم؟ وستؤدي تغيرات الظروف المناخية ودوران الأرض حول محورها لعودة الجزيرة كما كانت.
طالما لديكم هذه الذخيرة من البحوث العلمية التي توضح هذا الإعجاز العظيم في القرآن والسنة فلماذا لا تنشرون هذا على العالم بإطلاق فضائية بمختلف اللغات حتى يعرف الجميع الحق؟
نحن بالفعل نتخذ خطوات عملية في هذا الميدان وقد أوصى بذلك مؤتمرنا الأخير الذي عقدناه في الكويت حيث تقرر إنشاء فضائية متخصصة في مجالات الإعجاز تبث برامجها باللغة العربية وغيرها من اللغات العالمية وإقامة اتصالات مع المؤسسات الإعلامية في الداخل والخارج والاهتمام بترجمة ونشر وتوزيع بحوث الإعجاز العلمي وذلك للتعريف بها والاستفادة منها، ولدينا خطة للتنسيق مع مختلف المؤسسات العاملة في مجال الإعجاز وسنقيم مسابقة عالمية سنوية في بحوث الإعجاز ونخصص جائزة عالمية سنوية تقديرا لجهود المتميزين في هذا المجال، كما تقرر إنشاء وقفية للقيام بهذه المشروعات الطموحة التي سترى النور قريبا.
حذر الدكتور عبد الله المصلح، الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي من الأدعياء الذين يتحدثون في قضايا الإعجاز من دون علم ديني أو دنيوي، ويشوهون الحقائق الدينية، ويفتعلون تصورات ومواقف يرفضها الإسلام، الذي هو دين العلم والبحث والتحري، والحرص على الحقائق. أكد الدكتور المصلح أن إبراز حقائق الإعجاز العلمي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أمر في غاية الأهمية، لتعميق القيم الإيمانية والعلمية في نفوس المسلمين، ودعوة غير المسلمين إلى الإسلام بأسلوب عصري، يتجنب الخطب الإنشائية والمسلمات العقدية التي لا يقتنع بها غير المسلمين.وقال في حواره مع “الخليج” إن حقائق الإعجاز العلمي في القرآن الكريم دفعت بعض النخبة من مفكري الغرب إلى قراءة القرآن بوعي وموضوعية، وإعلان اعتناقهم الإسلام عن قناعة ويقين، ولذا فإن واجب دعاة الإسلام المؤهلين الحرص على هذا المنهج في دعوتهم إلى الإسلام وخاصة بين غير المسلمين.وفي ما يلي نص الحوار الذي أجري معه:
حوار: جمال اسماعيل
ترون أن كثيراً من الآيات القرآنية تحمل علما إلهيا علم البشر بعضه الآن وسيعلمون الكثير منه في المستقبل، فما دلالة ذلك من وجهة نظركم؟ وهل يمكن أن يتغير وجه الإعجاز في الآية الواحدة مستقبلا بناء على اجتهادات الأجيال القادمة وآليات العلم الأكثر تقدما؟
سيظل البشر يتوصلون إلى مواطن جديدة للإعجاز في الآيات القرآنية كلما ارتقوا في العلوم والمعارف، وليس الإعجاز الذي أقصده قاصرا على الإعجاز العلمي فقط، وإنما هناك جوانب كثيرة أخرى منها على سبيل المثال الإعجاز اللغوي، حيث نرى القرآن معجزا في ألفاظه وأسلوبه وبيانه ونظمه وتشريعاته وأحكامه التي تهدف إلى تكوين مجتمع إنساني مثالي، وهناك إعجاز الهداية حيث يتفق مع الفطرة السوية التي خلق الله الناس عليها، وكذلك الإعجاز الغيبي مثل إخبار القرآن عن حوادث مستقبلية مثل انتصار الروم على الفرس بعد هزيمتهم في البداية فضلا عن كل ما سيحدث لنا في حياتنا الآخرة.
معنى الإعجاز العلمي ما ضوابط العمل في قضية الإعجاز حتى لا يختلط الحابل بالنابل؟
لابد من إثبات وجود دلالة واضحة في النص تشير إلى الحقيقة الكونية المكتشفة من المتخصصين في العلوم البحتة، وثبوت تلك الحقيقة الكونية علميا بعد توفر الأدلة التي تحقق سلامة البرهنة عليها، واستحالة معرفة البشر بتلك الحقيقة الكونية وقت نزول القرآن، وتحقق المطابقة بين دلالة النص الإلهي أو النبوي وبين تلك الحقيقة الكونية، ونشترط أن يكون الإعجاز في السنة في النصوص الصحيحة أو الحسنة فقط.
ألا تخشى أن يتم الوقوع في مستنقع “الإسرائيليات” أو الآثار الواهية؟
نحن لدينا فريق متكامل في العلوم الشرعية والتطبيقية الكونية وكل منهم يعمل في مجال تخصصه ولهذا لا نأخذ من الأحاديث إلا ما كان صحيحا أو حسنا ونستبعد “الإسرائيليات” والأحاديث الضعيفة أو الموضوعة.
لكن هناك من علماء الإسلام الأجلاء الذين لا نشك في إخلاصهم وغيرتهم على الدين من يعارضون قضية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة كلية ويرون أن هذا نوع من تحميل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما لا تحتمل من أمور علمية قابلة للتغيير مستقبلا، فماذا تقول لهم؟
نشكر لهؤلاء غيرتهم ولكننا لسنا اقل حرصا وغيرة على الإسلام منهم، حيث إن معنى الإعجاز العلمي هو إخبار القرآن أو السنة بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم مما يظهر صدقه في ما اخبر به عن الله وبالتالي هو باب من أبواب الإعجاز الغيبي.
وسبب اللبس في هذه القضية هو عدم معرفة الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي، حيث إن التفسير العلمي هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية.
أما الإعجاز العلمي فهو إخبار القرآن أو السنة بحقيقة أثبتها العلم التجريبي ويشاهد الناس مصداقيتها في الكون، ونحن هنا نرفض التكلف أو التعسف في الاستدلال حتى لا نحمل الآية أو الحديث ما لا يحتمل.
دخلاء وأدعياء ولكنك ترى أن هناك جرأة من بعض غير المتخصصين للخوض في هذا الميدان وتحميل الآيات والأحاديث ما لا تحتمل، أليس كذلك؟ بلى.. ولكننا أبرياء من هؤلاء الدخلاء والأدعياء الذين يسيئون للقرآن والسنة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فيضرون الدين، حتى وإن كانت أهدافهم خدمته، ولهذا نرفض العمل العشوائي في هذا الميدان وإنما لابد أن يكون من خلال هيئة علمية معترف بها تضم خيرة عقول الأمة ليقرروا وجود إعجاز علمي في آية أو حديث من عدمه.ما الأهداف التي تسعون للوصول إليها من خلال قضية الإعجاز العلمي؟
أهدافنا كثيرة ولكن أهمها: تثبيت عقيدة المؤمنين ليزدادوا إيمانا، وتفنيد شبهات أعداء الإسلام بالرد عليهم بالأسلوب العلمي الذي لا يستطيعون إنكاره، وكذلك دعوة أمة الإسلام لتنهض علميا من جديد، والأهم أن هذه شهادة جديدة بلغة العصر على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في ما بلغ عن ربه.
نحن في عصر أصبحت فيه الدعوة المقترنة بالعلم هي الأكثر تأثيرا لدى الغربيين الذين يحترمون العقل وما توصل إليه من علوم، أما دعاة الحناجر فلا تأثير لهم في عصرنا ولا قيمة لكلامهم الذي قد يكون له صدى بيننا، ولهذا لابد أن نتسلح بالدعوة المستندة إلى حقائق علمية راسخة غير قابلة للتغيير.
كثير من الدعاة الذين هم أكثر احتكاكا بالجماهير لا يعلمون شيئا عن بحوثكم فلماذا لا تحاولون الوصول إلى هؤلاء؟ أدركنا أهمية هذا، وقمنا بالفعل من خلال مكاتبنا في مختلف الدول بعمل دورات علمية في الإعجاز للدعاة بل وطلاب الجامعات ووجدنا إقبالا شديدا عليها من الدعاة والباحثين. ويكفي أن نذكر هنا أنه في مصر مثلا حصل أكثر من خمسة آلاف داعية تابعين لوزارة الأوقاف والجمعيات الدينية على دورات حاضر فيها كبار المتخصصين في مجال الإعجاز، بالإضافة إلى دورات أخرى عقدت في رحاب الجامعات والمراكز العلمية، ولهذا نحن لا نتأخر عن الوصول للراغبين في معرفة الإعجاز سواء من خلال إصدارات الهيئة من مجلات وكتب أو موقعها على الشبكة الدولية حتى يكون العلم متاحا للجميع وكان لهذا تأثير إيجابي جدا.
تجربة فريدة تستشهدون دائما بتجربة الجراح الفرنسي الشهير الدكتور موريس بوكاي في الوصول إلى الحق عن طريق العلم، فماذا فعل حتى تكون تجربته نموذجا يحتذى في الرد على منكري قضية الإعجاز العلمي؟
قضى بوكاي عشر سنوات يتعلم فيها القرآن الكريم واللغة العربية ويقارن بين القرآن والكشوف العلمية الحديثة، ثم ألف كتابا عن دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة سماه “التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث”، وأثبت فيه سلامة القرآن من التحريف ودخول التحريف إلى التوراة والإنجيل وذلك من خلال إثباته تعارض النصوص فيهما مع العلوم الحديثة على عكس القرآن.
ومن أبرز ما قاله بوكاي بعد دراسته العميقة: “لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة فلم أكن في البداية أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقة تماما للمعارف الحديثة وذلك في نص كتب منذ أكثر من 13 قرنا، لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظواهر، ولا يمكن أن تدرك إلا في النص الأصلي لقد أذهلتني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن هذه الظواهر نفسها والتي والتي لم يكن ممكنا لأي إنسان في عصر محمد أن تكون لديه أدنى فكرة عنها وقد دفعني هذا لأن أتساءل: لو أن القرآن كتبه إنسان كيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف الحديثة؟”. ولم يملك موريس بوكاي إلا أن يعلن على العالم أن القرآن هو النص الإلهي الوحيد الذي لم يلحقه تحريف، وآمن بوكاي ودخل في الإسلام، وللعلم فإن هذا الأنموذج تكرر معنا كثيرا وخاصة في مؤتمراتنا التي عقدناها في مختلف دول العالم حيث يشهر كثير من العلماء والباحثين الغربيين إسلامهم أثناء انعقاد المؤتمر وبعده بعد أن تبين لهم أن الإسلام هو الحق.حكمة الحلال والحرام توصلتم من خلال قضية الإعجاز إلى فهم بعض الحكم الإلهية في تحريم بعض المأكولات والمشروبات التي تضر بجسم الإنسان، فكيف تم ذلك؟ سيظل العلم الذي أعطاه الله للبشرية وسيعطيه لها مستقبلا يكشف الكثير من الحكم الإلهية في الحلال والحرام مما لا نعرف نحن حكمته، وإنما امتثلنا لله وقلنا “سمعنا واطعنا” ثم جاء العلم ليؤكد لنا جوانب جديدة للإعجاز فمثلا قوله تعالى: “حُرمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِل لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَديَةُ وَالنطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السبُعُ إِلا مَا ذَكيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النصُبِ”، وعندما عرفنا الحكمة العلمية بأجهزة حديثة صنعها غير مسلمين ازداد يقيننا بالقول الجامع للحق سبحانه وتعالى: “وَيُحِل لَهُمُ الطيبَاتِ وَيُحَرمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ”، فأدركنا أضرار أكل لحوم الحيوانات الميتة والدم وأكل لحم الخنزير والسباع والطيور الجارحة بل وكل الحيوانات التي تتغذى على القاذورات واقتناء الكلاب والتعامل معها إلا لضرورة، فقد أثبت العلم أن هذه الحيوانات ولحومها تشكل بؤرا خطيرة لتجمعات هائلة وخطيرة من الكائنات الدقيقة المضرة بالإنسان ولهذا فهمنا أن لحوم الميتة والدماء المسفوحة هي أول الخبائث التي حرمها الله حيث إن احتباس دم الميتة في عروقها المتشعبة إلى أنسجتها ييسر للجراثيم التي تعيش متطفلة على الحيوان في الفتحات الطبيعية والأمعاء والجلد أن تنتشر بسرعة وسط اللحم من خلال السائل الزلالي في الأوعية والعروق وتتكاثر وتنتج عنها مركبات كريهة الرائحة سامة التأثير.
وأوضحت البحوث العلمية أن الحيوان إذا نفق بسبب مرض معين فإن جرثومة المرض تنتقل إلى الإنسان وتهلكه كما في مرض السل والجمرة الخبيثة وداء الكلب وغيرها.
ولكن غير المسلمين يأكلون لحم الخنزير وهو محرم ويؤكدون أنهم أفصل صحة منا فماذا نقول لهم؟
أقول لهم أنتم تؤمنون بالعلم وتسجدون لما تتوصل إليه أجهزتكم العلمية وتقولون لنتائجها “سمعنا واطعنا” وقد أكدت البحوث العلمية أن الخنزير يصاب بعدد كبير من الأمراض الوبائية لا تقل عن 450 مرضا.
بل إنه يقوم بدور الوسيط في نقل أكثر من 75 مرضا وبائيا غير الأمراض العادية التي يسببها وينقل الخنزير بمفرده حوالي 27 مرضا إلى الإنسان وتشاركه بعض الحيوانات في بقية الأمراض على أنه يقوم بدور المخزن والمصدر الأساسي لهذه الأمراض في نقلها للإنسان مباشرة أو بنقلها من الحيوانات القابلة للعدوى ثم منها إلى الإنسان، وتناول لحم الخنزير ومنتجاته يصيب الإنسان بأكثر من 16 مرضا، بل إن مخالطة الخنزير أثناء تربيته ينقل ما لا يقل عن 32 مرضا، ليس هذا فحسب بل إن تلوث الطعام والشراب بمخلفات الخنزير ينقل 28 مرضا، هذا ما أكده العلم وليس اجتهادا منا ولهذا قال القرآن عنه “.... أو لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنهُ رِجْسٌ”. كارثة الإباحية حرم الإسلام الإباحية الجنسية التي يغرق فيها العالم الآن، ولم يأت هذا التحريم اعتباطا وإنما لحكمة إلهية توصل إليها العلم الحديث فضلا عما أكده علماء الشرع عنها، فماذا قال العلم الحديث عنها مما يعتبر مظهرا جديدا للإعجاز في تشريعات إسلامنا الحنيف؟
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض الجنسية هي الأكثر انتشارا في العالم الآن وهي أكثر تفشيا في المجتمعات غير الإسلامية، أما المسلمون فهم الأقل إصابة بها من بين البشر جميعا، ولم يأت هذا من فراغ وإنما لأن الله حمانا منها بقوله: “وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنَى إنه كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً”، ونهانا عن العلاقات المثلية: “وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ من الْعَالَمِينَ”، وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بما يجري الآن في العالم حيث يصاب كل ثانية أربعة أشخاص بالأمراض الجنسية فقال: “لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا”.
وأوضح لنا أنها الطريق للموت فقال “... ولا فشا الزنى في قوم قط إلا كثر فيهم الموت”، وما الإيدز وما سبقه من أمراض إلا دليل على ذلك. ويرفض عقلاء الغرب هذه الإباحية حيث يقول الدكتور شوفيلد في كتابه “الأمراض الجنسية”: لقد انتشر تساهل المجتمع تجاه الممارسات الجنسية كافة ولا يوجد أي إحساس بالخجل من الزنى واللواط أو أية علاقة شاذة مما أدى لكثرة الأمراض الجنسية، ويؤيده في رأيه الدكتور كينج في كتابه “الأمراض الزهرية” حيث يقول: “إن أسباب انتشار هذه الأمراض تكمن في الظروف الاجتماعية وتغير السلوك الإنساني وانتشار الإباحية بل إنه منذ ظهور الزهري لأول مرة عام 1494 قضى على مئات الملايين من الأشخاص في القرون الخمسة الماضية”.
ويتصدر مرض السيلان قائمة الأمراض المعدية باعتباره أكثر الأمراض الجنسية انتشارا حيث يقطع النسل لمن يهاجمه ولهذا يسمى بالمعقم الأكبر، ومات بسبب الإيدز 30 مليونا خلال الفترة من 1981 حتى نهاية 2004 وهذا مسجل عالميا.
غض البصردعا الإسلام إلى العفة وغض البصر فهل لهذا فوائد من الناحية العلمية؟
يقول تعالى: “قُل للْمُؤْمِنِينَ يَغُضوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ أن اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل للْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِن وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُن وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا”، هذا حل وقائي حيث يلعب هرمون الذكورة التستوستيرون دورا مهما في السلوك الجنسي وتؤدي زيادته إلى السلوك العدواني مثل الاغتصاب إذا لم يتم تفريغ الشحنة الجنسية الناتجة عن المناظر المثيرة جنسيا ويرتفع مستوى هرمون التستوستيرون ارتفاعا ملحوظا أثناء مشاهدة المناظر الجنسية المثيرة ويتناسب معدل النشاط بالمناطق المخية الخاصة بالإثارة مع مستوى هرمون الذكورة.
وعن الآثار السلبية لعدم غض البصر تقول الدكتورة ماري آن مديرة برنامج الصحة النفسية والجنسية بجامعة بنسلفانيا: إن مشاهدة المناظر الجنسية المثيرة هي بمثابة سم يفتك بالمشاهد وهذا الضرر يزداد بازدياد مرات المشاهدة وشدة المشاهدة ذاتها وهذا الضرر يشمل المعتقدات والسلوكيات.
ما صحة ما يقال إنكم توصلتم إلى علاج للإيدز وفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي والتي لم تصل البحوث العلمية إلى علاج نهائي وقاطع لها؟
نحن لنا بحوث رائعة في هذا الميدان حيث توصل الدكتور عبد الجواد الصاوي المشرف على البحوث الطبية بالهيئة وفريق من الباحثين معه إلى عقار مستخلص من الأعشاب ومستقى من الأحاديث النبوية وقد أعطت هذه التركيبة فعالية كبيرة في علاج الإيدز وتم تطبيق ذلك على 13 مصابا لمدة ستة أشهر وجاءت النتائج مبهرة للغاية. وقام فريق طبي آخر برئاسة الدكتور أحمد عبد الله أستاذ الجهاز الهضمي بطب المنصورة في مصر بإخضاع 30 من مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي للعقار فانخفض عدد الفيروسات بشكل كبير لدى جميع المرضى في حين تم شفاء سبع حالات بشكل كامل ولم يعد لديهم أي فيروسات.
فوائد العسل مازال العلم يتوصل كل يوم إلى فوائد لعسل النحل الذي وصفه الله بأن “فيه شفاء للناس” فماذا قال العلم عنه في مجال الشفاء والغذاء؟
يتكون العسل من ستة مكونات رئيسية هي السكريات والأحماض والمعادن والإنزيمات والفيتامينات والماء، وكل بنسبة غاية في الدقة والحكمة الإلهية، فمثلا السكريات في المتوسط 6.79% وتبلغ نسبة السكريات الأحادية البسيطة مثل الفركتوز والجلوكوز أعلى نسبة ما بين 85% 95% في حين تمثل السكريات الثنائية النسبة الباقية.وقد نشر الدكتور ديكسون مقالا في مجلة “لانست” للأمراض المعدية أكد فيه فعالية العسل في السيطرة على عدد من الجراثيم التي لا تستطيع الصمود أمامه، في حين قال البروفيسور رمولان: “إن كل أنواع العسل تعمل على قتل الجراثيم ورغم أن بعضها قد يكون أكثر فعالية من غيرها إلا أن العسل يمنع نمو الجراثيم ويقضي على الموجود منها في الجروح”.
ونشرت المجلة الطبية البريطانية الشهيرة BMJ فوائد العسل في شفاء الأمراض الباطنية وهذا يذكرنا بنصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابي مرض أخوه في بطنه بأن يسقيه عسلا.
نبوءة نبويةيتعجب الناس كثيرا وأنتم تتحدثون عن إعجاز سيحدث مستقبلا في جزيرة العرب ومفاده أنها ستعود مروجا وانهارا كما كانت.. فالمتأمل لحالها الآن لا يمكن أن يتصور أنها كانت مروجا وانهارا أو حتى أنها ستكون كذلك مستقبلا، فما الأدلة الشرعية والعلمية التي استندتم إليها؟
من الناحية الشرعية نستند إلى الحديث الصحيح الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: “لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجا وأنهارا”، وجوانب الإعجاز هنا أنه يخبرنا عن أمور في الماضي وأخرى مستقبلية سواء فيما يتعلق بحقيقة جيولوجية أو نبوءة مناخية.
وقد توصل علماء الجيولوجيا إلى أن شبه جزيرة العرب كانت في الماضي أرضا ذات مراعٍ وغابات تجري خلالها الأنهار بل وتنتشر فيها البرك والمستنقعات وتؤكد حقيقة الدورات الجيولوجية المتعاقبة أنها ستعود كذلك في المستقبل إن شاء الله حيث أثبتت دراسات الاستشعار عن بعد التي تستخدم فيها أجهزة تصوير تنفذ إلى أعماق الأرض وجود مجري نهر عملاق مدفون تحت الثرى ويجري من غرب الجزيرة ويصب في الكويت.
ليس هذا فحسب بل تم التوصل إلى وجود قلعة حصن الغراب وأزال العلماء التراب عنها فوجدوا على جدرانها نقوشا وكتابات تدل على أن هذه المنطقة كانت تجاور البحر وتقطعها الأنهار وتنتشر فيها العيون ويكثر فيها الزرع بل إن الناس كانوا يعيشون في ترف من العيش وهم يدينون بديانة نبي الله هود عليه السلام، كما تم العثور على هياكل حيوانات ضخمة كانت تعيش في الغابات وكذلك كميات كبيرة جدا من النباتات الخضراء التي لا تتوافر إلا في المروج الخضراء الكثيفة.
أليس وجود رواسب الفحم الحجري والمخزون الهائل من البترول دليلا قاطعا على أن هذه المنطقة كانت غنية بالحياة النباتية والحيوانية التي تعتبر المادة الرئيسية في تكوين البترول والفحم؟ وستؤدي تغيرات الظروف المناخية ودوران الأرض حول محورها لعودة الجزيرة كما كانت.
طالما لديكم هذه الذخيرة من البحوث العلمية التي توضح هذا الإعجاز العظيم في القرآن والسنة فلماذا لا تنشرون هذا على العالم بإطلاق فضائية بمختلف اللغات حتى يعرف الجميع الحق؟
نحن بالفعل نتخذ خطوات عملية في هذا الميدان وقد أوصى بذلك مؤتمرنا الأخير الذي عقدناه في الكويت حيث تقرر إنشاء فضائية متخصصة في مجالات الإعجاز تبث برامجها باللغة العربية وغيرها من اللغات العالمية وإقامة اتصالات مع المؤسسات الإعلامية في الداخل والخارج والاهتمام بترجمة ونشر وتوزيع بحوث الإعجاز العلمي وذلك للتعريف بها والاستفادة منها، ولدينا خطة للتنسيق مع مختلف المؤسسات العاملة في مجال الإعجاز وسنقيم مسابقة عالمية سنوية في بحوث الإعجاز ونخصص جائزة عالمية سنوية تقديرا لجهود المتميزين في هذا المجال، كما تقرر إنشاء وقفية للقيام بهذه المشروعات الطموحة التي سترى النور قريبا.
الثلاثاء يوليو 17, 2012 8:58 am من طرف شحاتة عطية
» لهيب الآحقاد .. موروثات الآحفاد
الأربعاء ديسمبر 24, 2008 1:06 am من طرف Admin
» كلمة الباحث العلمى / سيد جمعة
الأربعاء ديسمبر 24, 2008 12:56 am من طرف Admin
» الفارق بين الآيات الرحمانية والآيات الشيطانية ـ أطلاع قراءة
الأربعاء ديسمبر 24, 2008 12:39 am من طرف Admin
» كلمة الباحث العلمى / سيد جمعة
الأربعاء ديسمبر 24, 2008 12:31 am من طرف Admin
» تطبيقات نظرية ( التكامل الطبائعى ) ـ الإعجاز العلمى بين بلاء الإهانة وأبتلاء المهانة ـ أطلاع قراءة
الأحد نوفمبر 16, 2008 6:35 am من طرف Admin
» كلمة الحق هادرة وكلمة الباطل غابرة
الأحد نوفمبر 16, 2008 6:31 am من طرف Admin
» كلمة الموقع
الأحد نوفمبر 16, 2008 6:29 am من طرف Admin
» تطبيقات نظرية ( التكامل الطبائعى ) ـ بيان الآديان فى ميزان التبيان
الأحد نوفمبر 16, 2008 6:26 am من طرف Admin